جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
92844 مشاهدة print word pdf
line-top
ذكر الحشر

...............................................................................


ذكر الله تعالى أنه في آخر الدنيا يُنفخ في الصور في قوله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وفي آية أخرى يقول الله تعالى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ .
ذكر في هذه الآيات ثلاث نفخات في سورة النمل: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ وفي سورة الزمر: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ فيقول بعض العلماء: إن هناك نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث، والصحيح أنهما نفختان سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- كم بين النفختين؟ فقال: بينهما أربعون يقول: الراوي لا أدري أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين سنة يمكن أن بينها أربعين سنة بين النفختين، وأن نفخة الفزع عندما ينفخ إسرافيل في الصور يفزع الناس يصيبهم فزع، ثم مع طول تلك النفخة يصعقون يموتون من شدة صوت تلك النفخة، فإذا ماتوا بقوا أربعين سنة، ثم بعد ذلك أمر الله الأرض، فجمعت ما فيها من عظامهم، ومن أجزائهم وأشلائهم.
فإذا تكامل جمعهم أمره الله فنفخ في الصور، فخرجت كل روح حتى تدخل في جسدها، فيقومون، يقومون من قبورهم، يقومون حُفاة، عُراة، غُرلا، حفاة ليس عليهم أحذية، عراة ليس على أبدانهم لباس، غرلا أي كما بدءوا كما بدأناه أول خلق نعيده غير مختتنين، وكما بدأهم الله تعالى، ذكر أن عائشة قالت: واسوأتاه، ينظر بعضهم إلى بعض، فقال صلى الله عليه وسلم: الأمر أشد من أن يهمهم ذلك .
بعد ذلك يحشرون يقول في الحديث: أول من يكسى إبراهيم ثم بعد ذلك يؤذن لهم في دخول الجنة التي هي نهايتهم أو يدخلون النار هذا ما يتعلق بالنار يعني دخول النار، وكذلك الصراط بعدما ذكر.

line-bottom